المسائل النحویةفی شرح السیوطی لسنن النسائی
Al-Anbar University Journal For Humanities,
2008, Volume 2008, Issue 14, Pages 88-98
Abstract
الحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعین ... وبعد: تعد السنة النبویة المصدر الثانی من مصادر التشریع الإسلامی، بعد القرآن الکریم، غیر أنَّ الأمر فی اللغة مختلف فیه، فعلماء اللغة اتخذوها مصدراً من مصادر الاستشهاد عند جمعهم للغة العربیة مع القرآن الکریم والشعر العربی، فلا خلاف عندهم فی ذلک، أما علماء النحو فاقتصروا فی تثبیت القواعد النحویة على الشواهد من القرآن الکریم، والشعر العربی الذی حددوه بالعصور الثلاثة الأولى، والتی تسمى عصور الاحتجاج، ولم یستشهدوا بالحدیث النبوی، وعللوا ذلک بأن الحدیث النبوی کان أغلب رواته من الأعاجم فضلاً عن أن قسماً کبیراً منه کان یروى بالمعنى، حسب قول النحاة الذین منعوا الاحتجاج به.وذهب فریق آخر من النحاة إلى جواز الاحتجاج بالحدیث النبوی فی النحو العربی منهم ابن مالک وأبو حیان، واثبتوا ذلک فی أغلب مؤلفاتهم لما یحمله الحدیث النبوی من مسائل نحویة کثیرة . ومن هنا کانت فی نفسی رغبة فی دراسة الحدیث النبوی، لإکمال ما درسته سابقاً فی القرآن الکریم، إضافة إلى ما یحمله الحدیث النبوی من مسائل مهمة فی النحو العربی .فقمت بدراسة أحد الشروح لکتب الحدیث النبوی، لبیان مسائله النحویة وکان هذا الشرح هو(شرح سنن النسائی) الذی قام بشرحه الإمام جلال الدین السیوطی المتوفى سنة911 هـ، وکانت دراستی لهذا الکتاب مختصة فی البحث عن المسائل النحویة فقط، من دون التطرق إلى حیاة هذین العالمین الجلیلین، لضیق البحث من جهة و للاتساع فی تفصیل المسائل النحویة من جهة اخرى، فاخترت المسائل النحویة المشکلة وتوسعت فی بیانها، لهذا قُسِّمَ البحث إلى أربعة مباحث تتقدمها هذه المقدمة وختمتها بقائمة المصادر والمراجع المستعملة فی البحث.المبحث الأول: تضمن مسائل فی الجملة الاسمیة و نواسخها، وقد قسمته إلى مطلبین اثنین:المطلب الأول:ذکرت فیه مسائل تتعلق بالجملة الاسمیة من المبتدأ والخبر والتطابق بینهما من حیث التذکیر والتأنیث، ثم ذکرت بعدها مسائل فی حذف المبتدأ والخبر وذکرهما .المطلب الثانی: تکلمت فیه على نواسخ الجملة الاسمیة، وتمثل ذلک فی المسائل المشکلة، فاخترت مسألة فی (إنّ و أخواتها) و اخرى فی(کان وأخواتها) وما یتعلق من ذکر اسمیهما وخبریهما وحذفهما، فضلاً عن مسألة فی اسم لا النافیة للجنس .أما المبحث الثانی: فقسمته إلى مسائل تتعلق بالجملة الفعلیة من فعل وفاعل ومفعول به، فتکلمت على مسألة فی الفاعل کانت محل خلاف بین النحویین لورود لغة تجعل من ضمیر الرفع المتصل بالفعل فی حالة التثنیة والجمع إضافة إلى المؤنث علامة دالة علیها، لا علامة إعراب، واشتهرت هذه اللغة بلغة (أکلونی البراغیث ) عند النحاة، وعند ابن مالک بلغة ( یتعاقبون فیکم ملائکة ) .ثم انتقلت بعد هذا إلى مسائل تتعلق بالفعل، من حیث لزومه وتعدیه إضافة إلى تضمنه معنى فعل آخر واستمراریته ومضیه أیضاً ؛ وختمت هذا المبحث بمسألة عن المفعول به، لأنه متعلق بالفعل من ناحیة توجیهه.إما المبحث الثالث: فتکلمت فیه على مسائل تتعلق بالتوسعات النحویة، فذکرت مجموعة منها تخص المنصوبات من استثناء وحال وتمییز، إضافة إلى مسألة فی أسلوب الإغراء، واخترت هذا العنوان لها ؛ لأن هذه الموضوعات یکون إعرابها بحسب ما تتعلق به فی المعنى المقدر لها .واما المبحث الرابع: فجعلته خاصاً بحروف المعانی، سواء أکانت حروف جر أم غیرها، ولکن أکثرت فیه من حروف الجر، لما فیها من تعلق فی المعنى أیضاً بما قبلها، لأن بیان معانیها یکون حسب المعنى المقدر لها أیضاً.ثم ختمت البحث بقائمة من المصادر والمراجع التی استعملتها فی هذا البحث .وأخیراً أسأل الله تعالى أن یوفقنا لما فیه خدمة کتابه العزیز، وسنة نبیه الکریم، فإن کان من صواب فمن الله، وإن کان من خطأ أو زلل اسأل الله أن یغفره لی . والله ولی التوفیق...
Keywords:
- Article View: 76
- PDF Download: 60